تُودّعُ زوجها قبل سفره للحرب فقال لها إن طال غيابي ولم يأتك مني رسول, لن ألُمك إن اتخذتي غيري بديل.
ضمّته الى صدرها فامتزجت نبضات قلبه مع قلبها مصدرة ألحان الرحيل, مغنية على ايقاها” لا لقبي سواك مثيل”
حال الحول الأول ثم الثاني الى الخامس ولم يصل من بعلها رسول ,فتقدم لها شبّان المدينة, ظنّوا أن زوجها قتيل
يُأسرُ زوجها خلال هذه السنوات ويُمنع من الوصال, ثمّ يُفك أسره بعد عامه العاشر ويُعز بعد أن كان ذليل
همدت الحروب فرجع زوجها الى المدينة, ظنّ أنها نستهُ حتى رآها ترتقبهُمع الشمس من البزوغ الى الميول
***
أربعة شبّان يجتمعون كل يوم في بيت من بيوت الرحمن لينهلوا من تعاليم القرءان
يزرع فيهم القرءان بذور المحبة فتُثمر قلوبهم أخلاقا يقطف منها جميع الأهل والجيران
ثار في قلوبهم حب القرءان فتاعهدوا أن يسافروا لطلب العلم في أقاصي البلدان
أنقطع بهم الماء في صحراء قاحلة فانهار ثلاثة على رمالها بلا قُوى حتى جاء رابعهم ليروي بسُقياه الظمئان
رفض الأول السُقيى مُبدّيا صاحبيْه وهو يحتضر, ورفض الثاني والثالث حتى كادت أن تفارق أرواحهم الأبدان
***
وجع وألم يجتاح أمعاء الأب فيعود الى البيت مبكرا بغير العادة ليرى باب المنزل مفتوح
فيدخل البيت ليرى كلبهم مُلطّخا بالدماء وبين أنيابه أشلاء من ثياب تشبه ثياب ولده
أحضر الأب سكينا وأخذ يطعن الكلب بجنون حتى قتله انتقاما ثم هرع الى غرفة ولده
أقتحم الأب الغرفة فرأى ولده يبكى وبجانبه جُثة لص مهشمّه بأنياب الكلب !!!
***
تختلطُ مشاعر الحب على الإنسان حتى تنسابُ برقة الى عالم الحيوان ! لكل شيء مقدار وقياس.. فهل للحب قياس؟؟
ان كان للحب قياس فسأختار “تاو” بأن تكون وحدة قياسه. تاو كلمة مُركبة من الحروف الأولى لثلاث كلمات: تضحية, إيثار, وفاء. ولكي لا يختلط على القارئ فهم عناوين الفقرات أخترت بأن يكون عنوان كل فقرة مُركّب من أول حرف من كل سطر في الفقرة
الحب مظلة ضخمة تحوي تحتها مشاعر كثيرة لا تقتصر على التضحية والايثار والوفاء فقط لكن بنظري “تاو”هي العصا التي تسند هذه المظلة
فكم "تاو" يُقدّر حبّك لمّا قرأت؟؟
* كُتبت قبل أشهر .. ولم يتم نشرها
طلال العلي
( لولا الأمل )