Friday, December 17, 2010

عند تساقط الثلج




أعلنتُ لنفسي التوقّف عن الكتابة لحين استبدال حروفي  بحروفٍ أخرى ! لا أريدُ أن أختلق مشاعرا مزيّفه تنبثق من تلك الحروف.. لكنّ لابدّ للحروف أن تصبح يوماً ثوباً بالياً لا يُعجب الزمان جروحه المرقّّعه إذا توقّفت عن الغذاء ( القراءة) !! فقررتُ أن استبدلها وأن استعير مشاعرا من أفخم صفحاتِ الكُتّاب الذين نسجت لهم الحياة حروفا تليقُ بأرواحهم !! على أمل أن تلطف بي الحياة وتجعل من روحي جسدا مكسوّا  بخيوطها.. وما تلك القرارات سوى التقاطا لأنفاس حروفي قبل إختناقها !


لم يلبث إعلاني أياما حتى نزل بيان تأجيله مع نزول الثلج !! نزل من سحابة ملّّت البكاء ..  وملّت أن تكون الأرض لها وعاء .. ملّت  استياء الناس من دمعوها المتكرره فما كان لها الا تستعيد ذاتها وتملأ الأرض بياضا عوضا عن الدموع! 

عند تساقط الثلج .. تُسقط الأشجار أوراقها  لتصبح أشباحا .. صحيحۘ أنها لا تُطيقُ منظرها المخيف لكنّها تريد فقط أن تنزع حملا ثقيلا ظلّ على عاتقها طوال فصول السنة !! وتتعرّى الأرض من نباتاتها كيْ ترتدي البياض في عرسها السنوي.. وتتراشق ضحكات الأطفال في السماء كتراشق كُريّات الثلج البريئة على وجوههم !!  

عند تساقط الثلج .. تتهاوى النُكت السوداء من قلوب الناس شيئا فشيئا .. وتسترخي أعصاب البغض والشحناء رويدا رويدا !! يكفرون بفرقةٍ جبرتهم الظروف عليها .. وتوّحدهم ابتسامة الثلج الهاطل .. كيف لا والابتسامة هي المنهج الوحيد الذي يؤمن به جميع البشر !!

عند تساقط الثلج ..  تتساقط همومي .. تتساقط جميع إنشغالاتي ... وتتعرّى حروفي لتسكُبَ لباسها حبراً على صفحاتٍ تعهّدتْ أن تبتعد عنها !! فتجبرني أن أكتب تحت إعلاني : يُؤجّل حتى إشعار آخر

Halifax
17-12-2010
طلال العلي

Wednesday, December 1, 2010

أأنا أنا الذي تريْن؟





ما أنا الذي تريْن
وما رَسمتْهُ فُرشاتُكِ
خيالَ عاشقين

قد أكونُ بنظركِ طيْرا
لكن..هل تفقدتي الجناحيْن؟
هل لمستي دمعتي؟
أهطلتْ نَعْيا للهوى
أم هو خطبۘ أصاب العيْن؟




لا أريدُ أن أرتدي أنا
الذي إليه تنظرين

فكلُّ لباسِ يبلى
وكلُّ مظهرِ يشين

أرأيتي أزرق البحر؟
 حال كسوف الشمس
لا يتغزلُ في لونه المحبّين
وان كان في قعره لوحة
أعجزت عقول الملحدين
أترينني بحرا للعاشقين !!!




أأنا أنا الذي تريْن؟؟
هو جميلۘ .. ذكيّۘ
فاتنۘ .. حكيم
وأنا ؟ أنا كلُّ شيء 
أنتِ عنهُ لا تعلمين






طلال العلي