مذكرات مغترب ٤
بعد جولتي في البيت, قرأت القوانين التي وضعها الأب عن كيفية استخدام أدوات المنزل كالاضاءات والغرف وحتّى الحمّام أجلكم الله !
أحترمت هذه القوانين كما أحترم الأب قوانيني التي تشترط خلو الأكل والمشرب من الكحول ولحم الخنزير, .. وكذلك خلو
وكذلك خلو المنزل من عدوّي اللدود-الكلاب-! وللشرط الأخير موقف طريف ! كنت أتظاهر عدم الخوف من الكلاب وأتحجج بالتنجّس منهم فقط
فزار البيت أهل الأم وكان معهم كلبا صغيرا!! فصعدت الى غرفتي متظاهرا بالنعاس!! حينها ذهب كل من في البيت وتركو الكلب !
أتفقتُ مع أصدقائي أن نذهب للسينما ! وفي منتصف المحادثة سمعتُ خرخشة عند الباب ! علمتُ حتفي حينها ! ومكثتُ بالمنزل مضطرا :(
أما الأم فقد التقيت بها عصرا على مائدة العشاء !كانت لطيفة جدا, وكان الأب رغم صرامته ـ سكّانه مرته
قال لي الأب, سكن قبلك الكثير من الطلاّب العرب, كانوا يحرصون على خلو طعامهم من الكحول, وفي الليل يشربون - البيرة- معنا
تابع الأب: تعلمتُ منهم الكثير عن الاسلام.. فقلتُ في نفسي: يبدو أن لديّ مهمّة شاقّة في تصحيح المفاهيم !!
الكثير من المغتربين العرب, يندفع في توضيح مفاهيم دينه, طمعا في اسلام أحدهم! وينسى أن سلوكه هو الاسلام - في نظرهم!
الكثير من المغتربين المكبوتين يعيشون الحريّة الهمجيّة.. إفعل ما تريد, أينما تريد, وعلى أيّ شخص تريد !
كان جلوسي عند العائلة مؤقت حتى أجتاز بضعة أشهر من معهد اللغة ! وكان صديقي فيصل يسكن مع عائلة مجاورة! فكنّا نذهب الى المعهد معا
ما أجمل الغربة عندما تجد صديقا يشاركك الطموح, يشاركك الحياة !
@Alali_Talal