Sunday, August 16, 2009

الحب أعمى




بعد غيابي عنها لمدة ثلاثة اعوام .. ابى الزمن الا ان يجمعني بها مرة اخرى


هي سلوى العشاق وليل المحبين .. بل هي آسره للقلوب ومعتليه لعرش الحنين


فارقتُ اخوانا كثر وهجرت احبابا هم للقلب عبق الزهر .. ولكن فراقها كان حقا كالمتألم من القبض على الجمر


التفكر في جوارحها عباده ... وقضاء وهلة معها هي للنفس اعلى السيادة والريادة .. وعلى نقد عُذالي لها لست بـآبه


لو خطت حبيبتي على الثرى لقبلته محبةَ وتواضعا






حبيبتي يا اعزائي هي مدينة رسول الله .. هي طابه


طيبة في مسماها .. طيبة في عطائها لطلابها .. وطيبة بشعبها وبسماحة محياها


يكفيها شرف بانها كانت موطن النبي صلى الله عليه وسلم .. وانه دعى الله بأن يجعل فيها ضعفين البركة التي في مكة




***




بجانب ارتفاع معدل الايمانيات .. والعباده والروحانيات .. شدني في هذه الزياره عدة اشخاص .. فأنا من النوع الذي يكون اصدقاء قلة ويحكم قلبه في انتقاء اصدقاء


فاذا انشرح صدري للشخص كنت صديقه المقرب .. واذا لم يكن اي شعور متبادل بيني وبينه كانت علاقتي معه عاديه








وقليل ما ينشرح صدري للاشخاص .. ولست أدري أعيب هو ؟ أم هو ميزة ! ولكن ليس هذا محور الحديث




في طريقي الى المدينة في الباص .. كانت هناك حلقة تعارف وعرّف الكل عن نفسه .. فالتقيت بشخص لم كنت اعرفه من قبل


وما ان عرّف عن نفسه اكتشفت ان اسم عائلته تقرب لي نسبا .. فاكتشفت انه ابن خالتي


احمرّ وجهي خجلا .. فكيف لي ان التقي بأبن خالتي صدفة !! وما اسعدها من صدفة




كنت لا اعرف احد في هذه الرحلة ولولا انشراح صدري لهذا الشخص لمكثت طوال الرحلة لوحدي .. فهذه هي عادتي !


كأنه أُسقط علي من السماء .. فكان نعم الصديق ( مع انه يفوقني سنا بعشرة اعوام ) .. وكان نعم المربي فتعلمت منه دروسا كثيره


منها الابتسامة في حالة الغضب ... واستشعار الأجر في كل شيء حتى الشوكة يشاكها !


في منتصف الرحلة رجع الى الديار ليقضي بعض اموره .. فمكثت اسبوعا كاملا لوحدي لا اتبادل الحديث الا قليلا


فلما عاد أهتز وجهي الهامد وأنبت الابتسامات


حفظ الله زوجك وولدك يا اخي ( صلاح الضامر ) واسأل الله لك الثبات .. فكنت نعم الصديق




***






أُخبرنا بأن هناك وفد قادم من لندن .. فأخذنا نتخيل اشكالهم واطبعاهم


كانت اعمراهم تتفاوت ما بين الرابعة عشر الى السابعة عشر .. فقد احسسنا بنور الاسلام بوجوههم وسكينة الايمان بقلوبهم






أعطونا دروس وهم صامتون .. فلامست قلوبنا وطبقتها ابداننا


كنا نجلس في الحرم النبوي 11 ساعة فكانت تخور قوانا ولا نستطيع تكملة المسير .. ولم نجد لهذه الحالة دواء الا النظر اليهم وهم يحفظون بدون توقف فتزداد الهمم ونرجع الى ما كنا عليه


فكانو هم رفقتي بعد " صلاح " ..




سأذكر بعض الاسامي



أنس



ما رءاه شخص الا انشرح صدره .. ابتسامته تشع نور


كان هو واخوه صهيب الوحيدين ممن يتكلمون اللغة العربية .. اما الباقي فيعلمون القراءة فقط


قراءته للقرءان عجيبه .. ومخارج الحروف عنده رهيبه .. وكان يقلد شيخنا سعد الغامدي في تلاوته للقرءان





ساجد



كان ممن يحفظ جزء من القرءان او اكثر في اليوم .. همته تناطح الجبال


أتى يوما الى احد الشباب فأخذوا يتبادلون التسميع .. فلما انتهو






سأل " ساجد " الاخ الثاني .. هل تعرف معنى تلك الآيات .. فآجابه .. نعم


فقال ساجد .. اما والله نحن نحفظها ولا نفهم معناها .. وتساقطت دموعه على وجنتيه


فيقول ذلك الاخ .. فكاد قلبي يسقط حزنا على تلك الدموع


فكتب ابيات تصف حاله وحال " ساجد "


وتلاها بصوته






اسأل الله لهم الثبات في الدنيا والفوز بالآخره




لا أريد الاطالة ..


فكانت هذه الرحلة من اعظم الرحلات افادة لي .. فأحببت ان ادونها لكي لا تتلاشى هذه الذكريات السعيدة





2 comments:

princess adadi said...

اهلا بعودتك اخي
ماشالله البوست اكث من رائع
صج صج شوقتني .. وحسيت اني عشت الجو وانا اقرى
شعر الاخ وايد حلو ماشالله عليه
الله يثبتهم يارب ويثبتك
تقبل مروري ^^

جنون الصّمت said...

الحمدلله على سلامتك اخوي ..
واكيد الرحلة ممتعة ومفيد جداً بلا شك ^^
عجبتني الصدفة .. احب جذي صدف ;p
وعسى الله يثبتكم ويثيبكم : )