حازما أمتعة الحزن.. ذاهبا الى تلك الديار
التي يطلقون عليها السعادة
أصُفّ ما تناثر على الأرض من ألم و طعنات في أرفُف الكئابة
أشطف المكان بما تبقى من دمي الشاحب
لعل ان تُروى أوردتي بقطرة أمل جديده تعيدها الى أرض الحياة
أمسح على رأس جراحي بلمسة الأم المشفقة على صغارها
ويحتضنني تفكيري المهموم بقدر دمعات الفراق المنهطله
يهمس الكل بصوت لا يكاد ان يُسمع من شدة الألم
أعزمت الرحيل ؟
أنطلقت تابعا هواي .. فلا أدري أي الطرق أسلك للوصول الى تلك الديار
ولا أدري .. أهي ديار حقيقية؟ أم هي كجزر الواق واق
" طريق المرح "
سلكت ذاك الطريق
أمرح طول النهار .. وأداعب ذاك وذاك
أشغل نفسي عن التفكير بالضحك
لا أكترث بحدود ولا قانون .. أفعل ما أشاء فقط لكي أسعد
شعور جنوني .. وممتع
لكن .. ما ان ترمش الشمس عائمة في نسيج السماء
وما ان أضع رأسي على الوسادة .. الا وعاد ذاك الشعور الحزين
أدرك بأن هذا الطريق ليس بالطريق الصحيح
وأحمل أمتعتي مكتشفا طريقا اخر
" الحب "
تغلغلت بين جزيئاته
بدأ قلبي الصلب يتأكسد بأوكسجين الحب .. ويتفتت وهي تجمع الفتات في يديها
تحاول ان تعيده الى قلبي مره اخرى
أنفخ فيه في سبيل الحب .. فيتلاشى في الفضاء
وجدت نفسي في ذاك العالم .. لكن هزمني العدو الذي كنت اخشاه
الفراق
غادرت مع امتعتي من ذلك العالم وانا انسان بنصف قلب
" الكتابة "
نسجت قصة من التآلف بين الحبر والورق
فأصبح الحبر
هو الرجل الذي يضحي كل يوم بجزء من جوارحه لترجمة مشاعر صاحبه
والورقة
هي الرقيقة التي تملأ هذي المشاعر بالحنان وتمسح ما ذَرف من العينان
اما أنا
فأنا الصدفة التي جمعت الحبر بالورقة
و انا المشاعر التي يتحجج بها الحبر
ليتمس الدفء من الورقة
ارتحت كثيرا في هذا العالم .. لكن الراحة لا تعني السعادة
حملت حقائبي على ظهري باحثا عن سبيل اخر
استمرت هذه الرحلة ٦ سنوات
أتجول بين أزقة الهوى
أبحث عن ما يسمي بالسعادة
أبحث عن تلك الديار
ولا تزال أمتعتي على ظهري
" أمتعة الحزن "
وقفت على أحد الجسور .. أريد ان اطلق اخر انفاس الحياة
فقد ضاقت بي الدنيا بما رحبت
رميت حقائبي فالماء
ورأيتها وهي تتمزق الى اشلاء من شدة تيار الماء
شارفت على القفز
أغمض عيني
استنشق أخر نفس لي بالحياة
يتمدد الصدر .. وتمتملأ الرئتين بالهواء
وياله من هواء ..
تمنيت أن لا تنقبض الرئتين مره اخرى
وأستمتع بعذوبة ذاك الهوااء
أحسست بأن الحياة عادت إلي من جديد
شعرت بجريان كل قطره دم في شراييني
شعرت باختزال قلبي المتآكل
حينها
أدركت بأن السعادة والحزن قناعان .. إذا مُزّقَ أحد منهما .. لم يبقى لك سوى الآخر لتعيشه
بتمزيقي لحقيبة الأحزان .. وصلت الى تلك الديار
* همسه
وجدت ان مناجاة الرب هي المعين على تحطيم قناع الحزن