أثار انتباهي تساؤل الكاتب يوسف زيدان حين قال في روايته عزازيل:“ لماذا نموت نحن قبل أن نموت ؟ “ لا أخفيكم أني استقبلت هذا التساؤل بسخرية للوهلة الأولى ثم أعدت التفكير بعمق حتى أدركت مغزى هذا التساؤل ومن ثم استدرجتني حروفي لأكتب هذا المقال. إننا يا عزيزي القارئ نأكل ونشرب ونتعايش مع كثير من الميّتين في حياتنا اليومية، ولربّما جلسنا معهم على مائدة نقاشيّة نتحاور فيها عن أمور الدنيا وهم في عداد الأموات! هم صنف مختلف من الأموات: أمواتۘ ناطقة.. أموات بروح وجسد!
الحياة دائرةٌ بدايتها الأهداف ومركزها الأمل، ندور بجاذبية مركزها من هدف الى هدف، فإذا فُفدَت
البداية فُقدَت علّة الدوران، وإذا فُقدَ المركز خرجنا عن نطاق الحياة. في طور كتابتي لهذه الحروف تستعرض مخيّلتي مشاهد لكثير ممن اختار أن يعيش خارج هذا النطاق، منهم من ارتضى أن يكون ذلك منذ البداية واكتفى بلقمة العيش. اختصرَ طريق المشقّة وأعتنق مذهب اللامبالاة ! هذا الصنف يحتاج إلى جرعات من الثقافة على المدى البعيد.
ومنهم من أظمأه الواقع وأفقدهُ آخر قطرة أمل، عُرفَ بطموحه وإقدامه لكنّه لم يستطع أن يستسيغ مرارة الواقع، ولحسن الحظ يشكّل هذا الصنف فئة كبيرة من المجتمع. فئة مبدعة جدا لكن تنقصها الأمل و الإيمان. ومنهم من تتوّقف أهدافه بعد الوصول الى مرحلة روتينية معيّنة ثم يحكم على نفسه بالاعدام الذاتي ! ولا يكتفي بذلك بل ينقل إرث الأهداف والطموحات المحدودة إلى أطفاله: شهادة، وظيفة، وأسرة فقط!.. وعلاجه اليقظة !
اخترنا نحن أن نعيش، واختار البعض أن يشاركنا الهواء، هي رسالة الى كل محُب لنفسه وللوطن : قد يزدهر الوطن باستثمارات مادية عديدة، لكن لا يوجد هناك شيء يُضاهي استثمار البشر للبشر. يجب علينا أن نستثمر ذواتنا و أن نغرس أنفسنا فسيلا في تراب الوطن الطاهرة ليُثمر غراسنا جيلا جديدا يعي معنى الحياة.
نُشر في نبراس
http://nebras.nuks.org/?p=10447
16 comments:
تفاؤلوا .. فعالم التدوين لازال بخير
:)
عذرا على الانقطاع للظروف الدراسية
كل الموّدة للقرّاء والمدوّنين
محبكم
لولا الأمل
هل تؤمن بتوارد الخواطر؟؟؟
كنت اليوم أفكر بالموضوع ذاته حين استوقفتني جملة في الفصل الأول من رواية احلام مستغانمي
عابر سرير...
لا اتذكر الجملة تفصيلا ..لكن مضمونها ماكتبت..وماذكرت...
مافائدة من العيش...دون أن نحيا...
عنواني دوما استمتع..حتى بالحزن...دائما ابحث عن شيء يجعلك تحيا...بين الأموات...
.
.
.
لولا الأمل..اشتقنا لقلمك الجميل..
اشتقنا لتدويناتك الحلوة..
اهلا وسهلا بالعودة...
كن بخير
مودتي
من يفقد الأمل سيفقد كل فرصة في الحياة!
مقال جميل اشتقنا حروفك منذ زمن
أهلا بالعودة :)
“Don’t ask what the world needs. Ask what makes you come alive, and go do it. Because what the world needs is people who have come alive."
-Howard Thurman
حكمة جميلة ورسالة عظيمة
موفقين لكل خير
: )
رائــع
هم فعلاً ميتين
و هذا ما يجعل استمرارنا معهم موت لنا ايضاً .. و هو ما يجعل حبل الوصل بيننا و بينهم مهترئا بالياً
لا يستدعيك لان تتمسك به
بل لان تتركه و تهرول وراء هدفك
وراء الحياة
وراء المستقبل
و ان تقتنص من هذه الدنيا الفانية
هو دائماً وقت الحياة .. ما دمنا على قيدها
تسقط سياسة الموت
اعجبني البوست كثيراً
عاشت ايدك
ولللكم بآأأاااك
و الله يوفقك وينجحك فالدراسة وفكل نواحي حياتك يااااارب
موضوع رائع
سلمت اناملك
عودة أعادت لنا الحياة !
أهلاً بالأملِ من جديد
** ** **
*أحببتُ سلاسة الأسلوب وجاذبيته .. أبدعت بكسر جمود المقال
: )
تقتلنا الحياة كل يوم بمصاعبها ولكن نعود لنحيا من جديد ^^
مرحبا لعودتك :)
سلة ميوه
أؤمن جدا بهذا التوارد !ولي مواقف كثيرة معه
ما فائدة ان نحيا بين الاموات .. صدقتي
تحية لتواجدك الكريم
BookMark
صحيح .. الأمل الأهم من عناصر الحياة
كل المودة
Seema*
اقتباس رائع وذوق رفيع
تحية كبيرة
Princess Sarah
" تسقط سياسة الموت "
أتمنّى أن تكوني من الثوّار
ثوّار الحياة
كل الود
ℓσłliρσρ g!rℓ
اهليين .. ثانكس
مشكورة جدا عالمتابعه
جنون الصّمت
أهلا بالصمت
شكرا على الاطراء
كل المودة
~أم حرّوبي~
ولكم باك للحياة
شكرا وتقدير خاص
مودتي
Vielen Dank .. Und ich hoffe, Sie Mved Entwicklung und Schreiben von verschiedenen Themen :)
Post a Comment